Tag Archives: علمتني الحياه

٣- علمتني الحياه – المدينة الفاضلة

هي فكرة بنيت على “جمهورية أرسطو” التي تنسب لأحد فلاسفة اليونان “أرسطو” أو “Plato”؛ وهي نسخة محسنة من الديمقراطية حيث تظهر محاسن المدينة وتسيطر الفضائل ويختفي الشر والفقر والحروب، ثم بلورت تلك الفكرة في شكل “المدينة الفاضلة” أو “Utopia” في إحدى كتب السيد “توماس مور” -Thomas More- في عام ١٥١٦.

.
جميلاً أن نعيش في في مدينة كهذه، و أعترف أني لطالما حلمت بهذا المجتمع و هذه المدينة؛ ولكن إلى أي مدى هذا الحلم قابل للتحقيق؟.
و كعادة الحياه علمتني أن هذا الحلم غير قبل للتحقيق في أرض وقعنا. فلا يمكنك نزع الشر من الطبيعة البشرية المخربة ولا يمكنك إقناع أهل بيتك(وليس مدينتك) بإتخاذ الفضائل كإختيار أولي بل و دائم، و لكن وكعادة الحياه أيضاً علمتني أنه إن أردت فيمكنك بناء مدينتك الفاضلة داخل أسوار شخصك، فلا تطلب من الغير أن يتغير بل غير أنت ذاتك و طبق ما تطلبه من مجتعك؛ و لكن لا تتوقع أن تصبح أنت مدينة فاضلة فأنت أيضاً من نفس الطبيعة البشرية المخربة و لكن ابذل كل جهدك لتصل إلى مبتغاك أو على الأقل جزأً منه.
لك أن تتخيل ماذا يحدث لو إلتزم كل فرد من مدينتك بذلك، ربما نصل إلى ما يشبه المدينة الفاضلة. و لكن لا تطالب احداً بذلك  فكل منا له تعريفه الخاص بالمدينة التي يرجو أن يعش بها.
.
دروس أخرى علمتني اياها الحياه:

٢ – علمتني الحياه – قواعد الأحلام

من المعروف أن الأحلام لا تخضع لقوانين الطبيعة المتعارف عليها، فمن حقك في أحلامك أن تخلق لنفسك أجنحة و تحلق في الفضاء الخارجي؛ و من الممكن أيضاً أن تنتقل بين الأماكن و الأزمنة بل والعوالم أيضاً، يمكنك أن تقابل من تحب أو تعاقب رئيسك في العمل، تتعلم الموسيقى، تجيد الطب، تصبح مشهوراً، أو بطل احد أفلام الاكشن.
.
لا يوجد سقف للأحلام؛ لكن هل ينطبق ذلك على كل الأحلام، أقصد أحلام اليقظة مثلاً، عندما تكون في كامل و عيك وتحلم بأن تصبح قادر فعلياً على الطيران؛ لا بالطبع؛ هنا في الواقع للأحلام قواعد، علمتني اياها الحياه و إحدى الشخصيات التي قابلتها في حياتي، و من تلك القواعد  عندما تحلم يجب أن تكون أحد هؤلاء:
– واثق تماماً أنك قادر على تحقيق حلمك أو الحصول عليه.
– سوف تبذل جهدك و كل ما قد يتطلبه الحلم لتحقيقه.
– إن تؤمن بتحقيق ذلك الحلم يوماً ما.
.
ولكن إذا كنت واثقاً من عدم تحقق الحلم أو حتى جزء منه إذاً فأنت تخدع ذاتك وتضللها، وتزيد من كره واقعك بل و تيأس من تغيره. و هنا تظهر أهمية إدراك نهاية الأشياء كما تكلمت عنها في موضوع سابق؛ تدرك أن تحقيق ذلك الحلم غير واقعي فتعيد النظر في أهدافك و أحلامك و كيفية تحقيقها.

١- علمتني الحياه – تنتهي الأشياء بنهايتها

هناك بعض الأحداث والعلامات التي تحدد نهاية الأشياء، وعندما نراها أو نشعر بها ندرك اننا أدركنا نهاية شئ ما، مثل:ـ

– ينتهي العام ببلوغ أخر أيام شهر ديسمبر.
– ينتهي الفيلم بظهور كلمة “النهاية” أو “The end” مع  عرض لأسماء ابطال العمل.
– تنتهي الحياه بتوقف وظائف القلب و المخ.
– ينتهي قدح القهوة مع أخر رشفة من محتواه ذو الرائحة المنعشة.

ولكن هذه كلها نهايات واضحة بها يدرك عقلنا إنتهاء هذه الاشياء ويتقبل النتائج. لكن هناك بعض المواقف و الأشياء التي يرفض عقلنا أن يعترف بنهايتها  ربما خوفاً من التخلي عنها. ويظل متشبثاً بها بالرغم من  تبعيات ذلك، و أظن أن تلك هي الأشياء الأكثر خطورة. لأن في الأغلب ما تكون هذه الاشياء في أشد الحاجة لنهاية؛ مثل تشبثنا بفكرة أو حلم لا يمكن تحقيقه أو تعلقنا بشخص لا يمكن الإرتباط به. ولا أقصد هنا التخلي عن أهدفنا أو طموحاتنا أو من نحب ولكن يجب أن نضع هذه الأهداف في إطار  “قابل للتحقيق” وسوف أتكلم عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل في وقت لاحق

لذا علمتني الحياه أن أتعلم كيف أتقبل نهاية الأشياء؛ فهذا درس بسيط الشرح؛ صعب  التطبيق؛ ببساطة “تنتهي الأشياء بنهايتها”. قد تبدو عبارة بديهية وليست في حاجة إلى كل ذلك الكلام، ولكن سوف تدرك مع الأيام أنه أحياناً لا ندرك النهاية فعلياً رغم وضوحها إلا بعد أن يصدمنا الواقع بشكل قاسي.

النهاية