شعب مصر بركان خامد
تدور أحداث كثيرة الأن في عدة دول عربية منها تونس، الجزائر، موريتانيا، مصر، والسودان؛ كان الشعب في تلك الدول مثل بركان خامد تلتهب حممه بداخله تريد ان تنطلق بكل قوة إلى الخارج صرخةً بما تشعر به.
وفيما يبدو أن تلك البراكين بدأت في الإنفجار ولفظ حممها إلى الخارج حارقة ما يعترض طريقها. ففي تونس اشتعلت نيران الثورة الشعبية ضد الحكم الفاسد والذي أغرق البلاد في حالة إقتصادية سيئة ونشر حالة البطالة بين الشباب وأشعل مخاوف الطلبة. وكان إشعال أحد الشباب النار في جسده بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقال، فثار الشعب وانتشرت مظاهرات وحالات شغب في معظم البلد حتى نتج ذلك عن تنحي رئيس جمهورية تونس عن الحكم والهروب خارج البلاد.
وكمصري تسألت في نفسي يا ترى ماهو الوضع الإقتصادي السيء الذي أدى باهل بلد مثل تونس إلى الإنقلاب، وقمت ببعض البحث عن بعد الفرق بين مصرنا الحبيب وتونس، ووجدت أن:
- الدينار التونسي يقابل أكثر من أربعة جنيهات مصري في يومنا هذا.
- نسبة الشعب تحت خط الفكر في تونس لعام 2005 وصلت إلى7.4% بينما في مصر لنفس العام 20%, وإن كنت أعتقد انها أكثر بذلك بكثير في مصر.
- تتمتع مصر بنسبة تصل إلى 0.18 % من فقراء العالم بينما تونس 0.02 % فقط؛ مع الوضع في الاعتبار أن كثافة سكان مصر أكثر بالطبع.
شوارعنا
كنت فى طريق عودتى الى منزلى هذا المساء ، دخلت الى احد الشوارع الجانبية المؤديية الى بيتنا و من بعيد رأيت صف من عربات الميكروباص قد هرب من زحام الشارع العمومى الى الشوارع الجانبية ، لقد أصاب شوارعنا تضخم بشع فى كثافة عدد السيارات ناهيك عن سوء التخطيط و ضيق شوارعنا و قدر المخالافات المرورية التى لا تكفى مجلدات الدنيا لتسجيلها. و ها هى تلك العربات ترتكب مخالفة اخرى لتفادى الزحام و تسير فى طريق غير مخصص لها داخل منطقة سكنية ، ألن يكف الجميع عن ارتكاب المخالافات، كفانا جهلا و تجاهلاً لقوانين النظام و التحضر. (المهم) قطعت أفكارى أصوات صياح و شجار بين أحد سائقى الميكروباص و سائق سيارة ملاكى تقابلت سياراتهما فى منتصف الشارع الضيق فلم يستطيعا إكمال طريقهما و رفض كليهما الرجوع و افساح الطريق للآخرو كعادتنا كمصريين محترمين تعالى صوت السب و الشتيمة و نزل سائق السيارة الملاكى التى اتضح انها ملك أحد ضباط الشرطة و كان يرتدى زى ملكى و استحلف لسائق الميكروباص أنه لن يجعله يرى (الأسفلت) مرة أخرى اذا أطال فى صياحه، ما هذا المظر الفظ الذى يبعد عن التحضر بآلاف الأميال، و يبدو ان سائق الميكروباص لم يعرف أن ذلك الآخر هو شرطى لأنه لو عرف ما كان أطال فى صياحه فجاميعنا هنا نعرف أن (الشعب فى خدمة الشرطة) و صاح السائق فى وجه الضابط قائلاً (لأ .. راجل انت) و هنا يحدث آخر شئ كنت أتوقعه و للعجب يخرج الضابط و هو فى زيه الملكى مسدسه (طبنجة) و يشهره فى وجه السائق مهدداً اياه متلفظاً بشتائم ملائمة لهذا الجو الرومانسى. فتصرخ سيدات من الميكروباص و يصيح الرجال بأنه (خلاصيا عم) و (صلوا على النبى) فينخفض صوت السائق و يعود الشرطى الى سيارته بعد ان أثبت للجميع أنه قادر على تنفيذ ارادته فى قهر الشعب مادام يمتلك السلطة و مسدسه الذى استلمه من الدولة لارهاب – أقصد لحماية – الشعب.