Tag Archives: People

شعب مصر بركان خامد

تدور أحداث كثيرة الأن في عدة دول عربية منها تونس، الجزائر، موريتانيا، مصر، والسودان؛ كان الشعب في تلك الدول مثل بركان خامد تلتهب حممه بداخله تريد ان تنطلق بكل قوة إلى الخارج صرخةً بما تشعر به.

وفيما يبدو أن تلك البراكين بدأت في الإنفجار ولفظ حممها إلى الخارج حارقة ما يعترض طريقها. ففي تونس اشتعلت نيران الثورة الشعبية ضد الحكم الفاسد والذي أغرق البلاد في حالة إقتصادية سيئة ونشر حالة البطالة بين الشباب وأشعل مخاوف الطلبة. وكان إشعال أحد الشباب النار في جسده بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقال، فثار الشعب وانتشرت مظاهرات وحالات شغب في معظم البلد حتى نتج ذلك عن تنحي رئيس جمهورية تونس عن الحكم والهروب خارج البلاد.

وكمصري تسألت في نفسي يا ترى ماهو الوضع الإقتصادي السيء الذي أدى  باهل بلد مثل تونس إلى الإنقلاب، وقمت ببعض البحث عن بعد الفرق بين مصرنا الحبيب وتونس، ووجدت أن:

بغض النظر عن حالة البطالة في مصر والاقتتال بين أفراد الشعب من أجل العيش، وإستحواذ أغنياء البلد وهم نسبة قليلة جداً على معظم موارد ودخل البلد، وبغض النظر عن إنتحار أحد الشباب من عدة شهور لأنه لم يجد من المال ما يستطع به أن يتزوج  خطيبته، وبغض النظر عن الشاب الذي أحرق نفسه هو الأخر من عدة شهور لأن ضابط الشرطة احترز عربته الصغيرة (تكتك) والتي تعتبر مصدر دخله الوحيد وبدون أي بدائل؛ ناهيك على إنتهاك حقوق الانسان سواءً في أقسام الشرطة أو المكاتب الحكومية، والفتن الطائفية التي تبدأ بكره زميل دراستك في الصف الابتدائي لأنه مسيحي وتنتهي بتفجير كنائسهم وقتلهم أثناء تأدية العبادة؛ وعدم وجود حقيقي لأحزاب معارضة في الحكم، ونشؤ احزاب تعتمد على الدين؛ وإرتفاع الأسعار الذي شمل مواد رئيسية للعيش وذلك الإعلام المضلل والكاذب في معظم ما ينشر- ربي – لن يكفني ساعات فقط لسرد المشاكل التي تعانيها مصر سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً.

بعد كل ذلك وكشاب مصري عاش طفولته وشبابه داخل مصر، أتساءل ماذا ينتظر حكام مصر للاعتراف بمشاكلنا والاسرع في حلها، أينتظرون أن ينتحر نسف الشعب؟ أم ينتظرون أن تحل تلك المشاكل نفسها؟ ربما لا يتوقعون إنتفاضة شعبية مثلما حدث في تونس، ولكن قد تحدث وفي أقرب وقت، وصدقوني أكثر ما أخافه مثل تلك الإنتفاضة والتي قد تؤدي إلى صعود المتملقين الي الحكم أو نشر حالة من الشغب والهمجية في مصر ولا أعتقد أنها سوف تكن فترة آمنة على الاطلاق.
اتمنى من قلبي ان ادعو الشعب للانتفاض فهذا حقاً مكتسباً لأي انسان، ولكن داخلي خوف من عواقب ذلك في بلد لم يعرف حرية الرأي ولم يمارس معنى الحرية بحق لعقود كثيرة، بدءًا من إحتلال خارجي وحتى إحتلال داخلي.
Egypt flag

شوارعنا

شوارعناكنت فى طريق عودتى الى منزلى هذا المساء ، دخلت الى احد الشوارع الجانبية المؤديية الى بيتنا و من بعيد رأيت صف من عربات الميكروباص قد هرب من زحام الشارع العمومى الى الشوارع الجانبية ، لقد أصاب شوارعنا تضخم بشع فى كثافة عدد السيارات ناهيك عن سوء التخطيط و ضيق شوارعنا و قدر المخالافات المرورية التى لا تكفى مجلدات الدنيا لتسجيلها. و ها هى تلك العربات ترتكب مخالفة اخرى لتفادى الزحام و تسير فى طريق غير مخصص لها داخل منطقة سكنية ، ألن يكف الجميع عن ارتكاب المخالافات، كفانا جهلا و تجاهلاً لقوانين النظام و التحضر. (المهم) قطعت أفكارى أصوات صياح و شجار بين أحد سائقى الميكروباص و سائق سيارة ملاكى تقابلت سياراتهما فى منتصف الشارع الضيق فلم يستطيعا إكمال طريقهما و رفض كليهما الرجوع و افساح الطريق للآخرو كعادتنا كمصريين محترمين تعالى صوت السب و الشتيمة و نزل سائق السيارة الملاكى التى اتضح انها ملك أحد ضباط الشرطة و كان يرتدى زى ملكى و استحلف لسائق الميكروباص أنه لن يجعله يرى (الأسفلت) مرة أخرى اذا أطال فى صياحه، ما هذا المظر الفظ الذى يبعد عن التحضر بآلاف الأميال، و يبدو ان سائق الميكروباص لم يعرف أن ذلك الآخر هو شرطى لأنه لو عرف ما كان أطال فى صياحه فجاميعنا هنا نعرف أن (الشعب فى خدمة الشرطة) و صاح السائق فى وجه الضابط قائلاً (لأ .. راجل انت) و هنا يحدث آخر شئ كنت أتوقعه و للعجب يخرج الضابط و هو فى زيه الملكى مسدسه (طبنجة) و يشهره فى وجه السائق مهدداً اياه متلفظاً بشتائم ملائمة لهذا الجو الرومانسى. فتصرخ سيدات من الميكروباص و يصيح الرجال بأنه (خلاصيا عم) و (صلوا على النبى) فينخفض صوت السائق و يعود الشرطى الى سيارته بعد ان أثبت للجميع أنه قادر على تنفيذ ارادته فى قهر الشعب مادام يمتلك السلطة و مسدسه الذى استلمه من الدولة لارهاب – أقصد لحماية – الشعب.